بلدية الرحمانية بالعاصمة حياة على وقع التهميش والفقر والعزلة

عندما تزور بلدية الرحمانية الواقعة على مرمى حجر من المدينة الجديدة سيدي عبدالله غرب العاصمة، يصارحك عشرات الشباب هناك على أنهم مهمّشون ومقصون من التشغيل، وأن السلطات المحلية لا تزور المنطقة إلا في أوقات الانتخابات لتسويق وعودها إلى من تراهم يشكلون احتياطا انتخابيا.
كلما ذكرت بلدية الرحمانية، الواقعة في إقليم دائرة زرالدة، يتبادر إلى ذهن كثير من الناس، أن هذه البلدية استفادت من ديناميكية التنمية والتغيير التي مست المدينة الجديدة سيدي عبد الله بحكم أنها تقع على مرمى حجر منها.
ولكن ما وقفنا عليه يجانب حقيقة ما يحمله هؤلاء في مخيلتهم، فعندما تزور الرحمانية تقف

على حلقات وحلقات من الشباب استسلموا للفراغ واليأس، بل وحيثما ولّيت وجهك وأنت تتجول عبر شوارع البلدية لا ترى إلا المقاهي التي غصّت بهؤلاء.
وعندما تسألهم: ماذا تفعلون في حياتكم اليومية؟ يجيبونك ''إننا نقضي اليوم كاملا في المقهى أو الشارع مادمنا بطالين''. فالمقهى هو الفضاء المفضل لدى هؤلاء ''لقتل الوقت''، بالنظر إلى أن أحد زملائهم (عمر.ع) يعترف صراحة بانعدام المرافق الرياضية والترفيهية '' رغم أننا لم نفوت أي مناسبة إلا وتقدمنا بمطالب إلى البلدية لعلها تلتفت إلى وضعيتنا، إلا أن حالنا ظل هو حال من يصيح في واد سحيق''.
إن ما تلمسه وتحس به وأنت تتحدث إليهم هو إحساسهم بـ''الحفرة'' والتهميش والإقصاء، خاصة عندما يقر أحدهم ''بأن مصنع الأدوية الخاصة بالبيطرة الواقع على بعد مائتي متر من مقر البلدية لم يلجأ القائمون على تسييره لتشغيل ولا شخص واحد من الرحمانية، في الوقت الذي جاءوا فيه بعمال من دوائر وبلديات أخرى'' يقول محدثونا.
هذا الوضع أصبح محل سخط عشرات الشباب وحتى أرباب العائلات. ويتساءلون عن خلفية هذا الإقصاء خاصة وأن المصنع يقع على تراب البلدية ''أم إننا لا نصلح إلا لمنح أصواتنا في الانتخابات'' على حد قول أحد هم.
ويخشى هؤلاء أن تتواصل عملية الإقصاء أيضا عند فتح وحدة الحبوب ومصنع آخر لشركة خليجية بالقرب من البلدية. ولكن في غمرة كل ذلك، فإن هؤلاء لم يستسيغوا بعد كيف أن بلدية الرحمانية تحولت إلى ورشة بحكم قربها الشديد من المدينة الجديدة سيدي عبد الله، إلا أن البطالة في وسط السكان الذين يزيد عددهم على سبعة آلاف نسمة فاقت كل التصورات.
ولكن الوضع الناجم عن البطالة كان له مفعوله على شريحة الشباب، حيث يشير أحد المقربين إلى المجلس البلدي إلى أن إحصائيات الأمن كشفت عن كون نسبة كبيرة من الشباب في الرحمانية تتعاطى المخدرات وتتناول الكحول.
وعلى العموم، فإن المخيلة الجماعية لسكان هذه البلدية أصبحت مسكونة بقناعة مفادها أن المنطقة ''محفورة''. ولا يقتصر التهميش والإقصاء على الشغل بقدر ما يمتد إلى السكن، فمنذ الاستقلال لم تستفد البلدية، حسب أحد المواطنين، إلا من حصة 32 سكنا اجتماعيا، استفاد سكان المنطقة من 16 مسكنا منها، والباقي تم توزيعها على عمال مركز التكوين المهني لزرالدة.
وهناك بإمكانك أن تقف على وضعية الحي القديم الذي تم بناؤه خلال الفترة الاستعمارية، إذ لا يزال سكانه تحت رحمة الصفيح والتراب. ولا يطلب سكانه من السلطات المحلية إلا منحهم سكنات اجتماعية لأن أغلب العائلات فقيرة.

MERCIIIIIIIIIIIIII KADIROU

شكرااا لك أخي

» تعرف على بلدية عين الحديد
» أريد بحث حول بلدية عين الحديد
» بلدية وادي جر بمواصفات قرية كبيرة