يؤكد علماء الفلك أن المراصد الفلكية الحديثة قد تمكنت من اكتشاف مجرة تبعد عنا مسافة 13 بليون سنة ضوئية وذلك عندما كان عمر الكون 550 مليون سنة. و يؤكد العلماء أن الكون في ذلك الوقت كان لا يزال يمر في عصر الظلام الكوني. إلى أن بدأت المجرات والنجوم بالتشكل منهية عصر الظلمات وبدأ عصر النور. يقول تبارك وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) [الأنعام: 1].
و نلاحظ هنا كيف أن الله تعالى ذكر كلمة جعل (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)، للدلالة على أن مادة السماء و الأرض التي خلقها سبحانه و تعالى هي التي نجم عنها خلق الظلمة و النور و يؤكد العلماء أن هذه المادة مرت بعصور مظلمة إلى أن انبثق النور وبالتالي فإن كلمة (جعل) هي الكلمة المناسبة علمياً.
و يستمر الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة من حيث أن الله تعالى ذكر كلمة الظلمات في صيغة الجمع و ذكر كلمة النور في صيغة المفرد و ذلك يتوافق و ما يذكره العلماء من أن نسبة الظلام في الكون أكثر من 96 بالمئة، أي أن معظم الكون هو ظلمات، وكمية النور قليلة جداً، وهذا إعجاز آخر.